الفوائد الصحية لغذاء ملكات النحل – مجلة زهرة
مساحة اعلانية

الفوائد الصحية لغذاء ملكات النحل

كتبه كتب في 16 أبريل 2022 - 4:00 م
صحتك مشاركة
مساحة اعلانية

د. حمدي المهدي

  • تولد جميع النّحلات بما فيها العاملات والملكات بنفس تركيب الـ DNA، وبالتالي فهيَ تكون متطابقة من
  • حيث المظهر والوظيفة والقدرات، إلا أنَ الملكة لا تستطيع بناء جسمها الكبير وتطوير القدرة على إنتاج البيض إلا عندما تحصل على غذاء غني بالبروتين، والطريقة الوحيدة لذلك هي أن تأكل من غذاء ملكات النحل “حليب النحل”؛ لأن نسبة البروتين في الرحيق والعسل منخفضة جداً.

 

* ما هو غذاء ملكات النحل؟

غذاء ملكات النحل هو نوع خاص من العسل، ويسمى عادة “حليب النحل” يصنع للملكة فقط، وهو مادة هلامية لونها يميل إلى البياض، ويتحول إلى اللون الأصفر بعد مرورِ فترة من الزمن، ويمتاز بمذاقه الحامض، وينتج هذا الغذاء عن طريق تكرير خليط من حبوب اللقاح مع عسل النحل داخل أجسام العاملات الصغيرات من النحل، وبعد الانتهاء من عملية التكرير تعمل العاملات الصغيرات على إفراز الغذاء الملكي عن طريق الغدد البلعومية الموجودة في مقدمة رأسها، ثم تقدمه إلى ملكات النحل حتى تتغذى عليه.

وبالتالي، عندما تبدأ أي نحلة أنثى بتناول حليب النحل والذي يحتوي على كمية كبيرة من البروتين، فإن جيناتها ستتحفَز لتغيير جسمها بحيث تصبح ملكة. ويساعد الغذاء الملكي الملكة في مَهمتها لوَضع 2,000 بيضةٍ في اليوم الواحد، كما يجعلها تعيش مدة طويلة من الوقت تصل إلى سبع سنوات مقارنة بحياة النّحلات العاملة التي لا تتجاوز بضعة أسابيع. وفي الحقيقة، فإن ملكات النحل لا تأكل سوى هذا الطَعام، فهي لا تقترب أبداً من العسل العادي أو الرحيق الذي تعتمد عليه النحلات العاملات. وفي المقابل، فإن العاملات والجامعات لا تقترب أبداً من غذاء الملكة.

* القيمة الغذائية لغذاء ملكات النحل

التركيب الكيميائي الكامل للغذاء الملكي غير معروف، ولكن يعتقد أن آثاره الإيجابية على الصحة تنبع من البروتينات الفريدة والأحماض الدهنية، وتشمل هذه تسعة بروتينات غليكوبروتينية تعرف مجتمعة باسم بروتينات الهلام الملكية الرئيسية (MRJPs)، وحمضين دهنيين.

غذاء ملكات النحل يحتوي أيضا على جميع أنواع فيتامين ب المركب، ويعتبر الغذاء الملكي المصدر الطبيعي الوحيد للأسيتيل كولين النقي، كما يحتوي الغذاء الملكي على معادن وأنزيمات وهرمونات وثمانية عشر حمضاً أمينيا، بما في ذلك الأحماض الأمينية الأساسية الثمانية التي لا يستطيع جسم الإنسان إنتاجها، كما أنه يحتوي على البوتاسيوم والمغنيسيوم والكالسيوم والنحاس والكبريت والزنك والحديد والمنغنيز، ومكونات مضادة للبكتريا، وقليل من فيتامين (ج)، ولكن لا يحتوي على الفيتامينات التي تذوب في الدهون: (أ)، (د)، (هـ).
يحتوي الغذاء الملكي على حوالي 60٪ إلى 70٪ ماء، 12٪ إلى 15٪ بروتين، 10٪ إلى 16٪ سكراً، 3٪ إلى 6٪ دهوناً، و 2٪ إلى 3٪ فيتامينات، أملاحاً وأحماض أمينية، بالإضافة لوجود 3% من المواد غير المعروفة وغير القابلة للتحليل.​

بينما تم استخدام غذاء ملكات النحل في الممارسات الطبية القديمة لعدة قرون، لكن الآن يتم استخدامه كمكمل غذائي، حيث لا تزال عدة ادعاءات صحية مرتبطة بغذاء ملكات النحل غير مثبتة. حيث يقتصر الجزء الأكبر من الأبحاث المتاحة على الحيوانات وأنابيب الاختبار أو الدراسات البشرية الصغيرة جدا، وفي ما يلي بعض الفوائد المحتملة لغذاء ملكات النحل.

1. يعزز الجهاز المناعي ويوقف الحساسية

من المعروف أن بروتينات الهلام الملكية والأحماض الدهنية في غذاء ملكات النحل تعزز النشاط المضاد للبكتيريا، والتي يمكن أن تقلل من حدوث العدوى ودعم وظيفة المناعة.
وفقا لدراسة نشرت في مجلة International Immunopharmacology، فإن غذاء ملكات النحل يمكن أن يساعد في تعزيز الجهاز المناعي، والحد من استجابة الهيستامين لمسببات الحساسية على الفور، مما يدل على أنها قد تساعد في تخفيف أعراض الحساسية الموسمية.

2. يساعد مرضى الزهايمر

تشير الأبحاث الحديثة التى نشرت في مجلة Advanced Biomedical Research إلى أن غذاء ملكات النحل قد يحسن الذاكرة قصيرة الأجل لأن له دورا مفيدا في الوظائف العصبية؛ وذلك نظراً لأن أنسجة المخ تحتوي على الكثير من الأحماض الدهنية غير المشبعة المعرضة بشكل خاص لهجمات الجذور الحرة، فإن المواد المضادة للأكسدة الموجودة في غذاء ملكات النحل يمكن أن تلعب دوراً مهماً في الوقاية من الأمراض التنكسية العصبية وعلاجها.

 

3. يوفر تأثيرات مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات

أثبت العديد من الدراسات التي أجريت على الحيوان، أن الأحماض الأمينية والأحماض الدهنية والمركبات الفينولية الموجودة في غذاء ملكات النحل لها تأثيرات قوية مضادة للأكسدة. بالإضافة إلى ذلك، تظهر عدة دراسات انخفاض مستويات المواد الكيميائية المؤيدة للالتهابات المنبعثة من الخلايا المناعية بعد تناول غذاء ملكات النحل، في حين أن هذه النتائج واعدة، إلا أن الدراسات على الإنسان غير متوفرة، وهناك حاجة إلى مزيد من البيانات لاستخلاص أي استنتاجات نهائية بشأن علاج الالتهابات.

4. قد يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب

أثبتت الدراسات الحيوانية والبشرية أن غذاء ملكات النحل قد يؤثر إيجابيا على مستويات الكوليسترول في الدم، وبالتالي يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب.
وجدت دراسة استمرت 12 أسبوعًا على الأرانب أن تناول غذاء ملكات النحل خفض بشكل كبير مستويات الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار بنسبة 28٪ و23٪ على التوالي،
وبالمثل شهدت دراسة على الإنسان مدتها شهر واحد انخفاضًا بنسبة 11٪ و4٪ في مستويات الكوليسترول الكلي والكوليسترول الضار لدى الأشخاص الذين تناولوا حوالي 3 غرامات من الغذاء الملكي يوميًا.

 

5. يساعد في التئام الجروح وإصلاح الجلد
غذاء ملكات النحل سواء عن طريق الفم أو موضعيا قد يدعم التئام الجروح وغيرها من الأمراض الجلدية الالتهابية؛ إذ إن غذاء ملكات النحل يحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا مما يمكن أن يحافظ على تطهير الجروح، وخلوها من العدوى، كما أنّه قد يساعد على التئام الجروح وغيرها من الأمراض الجلدية الالتهابية.. حيث كشفت إحدى الدراسات التي أجريت على الحيوانات عن زيادة في إنتاج الكولاجين لدى الفئران التي تمت تغذيتها على غذاء ملكات النحل، والكولاجين هو بروتين هيكلي حيوي لإصلاح الجلد.

 

6. ينظم نسبة السكر في الدم

غذاء ملكات النحل قد يحسن أيضا التحكم في نسبة السكر في الدم وحساسية الأنسولين عن طريق الحد من الإجهاد التأكسدي والالتهابات.
أظهرت دراسات حيوانية متعددة أن غذاء ملكات النحل قد يزيد من حساسية الأنسولين، ويحسن التحكم في نسبة السكر في الدم، كما أن له تأثيرا وقائيا واضحا على أنسجة البنكرياس والكبد والتكاثر لدى الفئران المصابة بالسمنة والسمنة المعالجة بالغذاء الملكي، وأظهرت إحدى الدراسات البشرية الصغيرة التي استمرت ستة أشهر انخفاضا بنسبة 20٪ في نسبة السكر في الدم في الصيام لدى الأشخاص الأصحاء الذين يتناولون يوميا غذاء ملكات النحل، ومع ذلك، فإن البحث في هذا الموضوع محدود.

7. قد توفر تأثيرات مضادة للشيخوخة

غذاء ملكات النحل قد يبطئ عملية الشيخوخة، فقد أظهرت بعض الدراسات زيادة في العمر وتحسين الأداء المعرفي لدى الفئران التي عولجت بغذاء ملكات النحل، وتشير دراسة أجراها قسم العلوم الطبية بجامعة كيونغ هي في كوريا إلى أن غذاء ملكات النحل قد يحمي من شيخوخة الجلد عن طريق تعزيز إنتاج الكولاجين.

8. يقلل من الآثار الجانبية لعلاج السرطان

تشير الدراسات إلى أن الاستخدام الموضعي لغذاء ملكات النحل مع غسول الفم يمكن أن يساعد في الوقاية من الإصابة بالتهاب الغشاء المخاطي، وهو أحد الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعى والكيميائي لمرضى السرطان، والتي تصيب الرقبة والفم وتؤدي لتقرحات مؤلمة في الجهاز الهضمي.

9. يحسن الخصوبة لدى الرجال
أشارت الأبحاث المنشورة في مجلة Avicenna Journal of Phytomedicine أن تناول غذاء ملكات النحل يزيد من عدد الحيونات المنوية وحيويتها ونضجها وسلامة الحمض النووي، كما أشارت الأبحاث أيضا إلى زيادة مستويات التستوستيرون.

 

10. تقليل أعراض انقطاع الطمث

غذاء ملكات النحل قد يعالج الأعراض المرتبطة بانقطاع الطمث، حيث يؤدي انقطاع الطمث إلى انخفاض مستويات بعض الهرمونات، والتي قد تؤدي إلى بعض الآثار الجانبية الجسدية والعقلية، مثل الألم وضعف الذاكرة والاكتئاب والقلق.
وجدت إحدى الدراسات أن غذاء ملكات النحل فعال في الحد من الاكتئاب وتحسين الذاكرة لدى فئران ما بعد انقطاع الطمث، ولاحظت دراسة أخرى في 42 امرأة بعد انقطاع الطمث أن تناول 800 ملغ من غذاء ملكات النحل لمدة 12 أسبوعًا كانت فعالة في الحد من آلام الظهر والقلق المرتبطة بانقطاع الطمث، ولكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث.

* الجرعات

تعتمد الجرعة المناسبة من غذاء ملكات النحل على عدة عوامل، مثل عمر الشخص وصحته والعديد من العوامل الأخرى، وفي هذا الوقت، لا توجد معلومات علمية كافية لتحديد الجرعات اليومية المناسبة من غذاء ملكات النحل نظراً لأن الأبحاث محدودة نسبياً، ولم يتم تحديد جرعة نهائية موصى بها، لكن البحوث الحالية تدعم الفوائد المحتملة من تناول 300-6000 ملغ يومياً.

* الآثار الجانبية
يعد غذاء ملكات النحل آمنا عند استهلاكه لفترة قصيرة، لكن لا توجد معلومات كافية حول سلامة استخدامه لمدة طويلة، أو عند استهلاكه بشكل متكرر. وتجدر الإشارة إلى أن غذاء ملكات النحل قد يسبب حدوث رد فعل تحسسي عند بعض الأشخاص، لذا ينبغي أخذ الحذر عند استعماله خاصة لمن يعاني من حساسية العسل ومنتجاته.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً