الأخت الكبرى…. أحلام مؤجلة على قارعة الحياة – مجلة زهرة
مساحة اعلانية

الأخت الكبرى…. أحلام مؤجلة على قارعة الحياة

كتبه كتب في 9 مارس 2022 - 11:00 ص
زهرة الحياة مشاركة
مساحة اعلانية
صونية السعيدي
الأخت الكبرى توأم الروح ومهجة القلب، الأم الثانية حبا وعطاء وتضحية، فيض من المشاعر الجياشة ، الحصن الحصين لأشقائها ، تكبر أكبر من سنها ، تتخبط بين مهام ومسؤوليات ، فتتنازل رويدا رويدا عن عالمها الصغير لتعانق عالم أكبر من عمرها.
في ظل أعباء البيت ومسؤولياته ، تلجأ الأم إلى مشاطرة المهام مع البنت الكبرى، متناسية مرحلتها العمرية واحتياجاتها النفسية ، ظنا منها أنها تؤهلها بشكل تدريجي إلى مهام الأمومة ، فتغرس فيها روح المسؤولية والاعتماد على الذات رغم صغر سنها ، مما يشكل عبئا عليها، فتجد نفسها ملزمة بالترتيب والتنظيف ورعاية إخوتها، فتتخلى عن عالمها الصغير كطفلة، لتتقمص دورالأم الثانية ، فتصبح العين الساهرة ، والقلب النابض لهم، متناسية ذاتها واحتياجاتها وراحتها النفسية.
فالأخت الكبرى تكبر أكبر من عمرها، تتساقط منها حبات عقدها ،دون أن تدرك المراحل العمرية التي مرت بها من طفلة إلى فتاة يافعة ، تجدها تستحضر ألبوم ذكرياتها كأم بديلة في كل محطات حياتها.
وفي بعض الظروف الحالكة ، إما بوفاة أو مرض مزمن لأحد الوالدين ، تتخلى الفتاة عن أحلامها وطموحاتها، لتلعب دورا مفصليا في شريان أسرتها، فتجدها تتنازل عن مسيرتها العلمية والمعرفية لتتفرغ كليا لمحيطها وقد تصل بها التضحيات الجسام إلى رفض مبدأ الزواج والارتباط .
يرى الدكتور أحمد العموش أستاذ علم الاجتماع بجامعة الشارقة، أن الأدوار التي تناط للأم الصغرى ، تعد وهمية فقدت فيها الطفلة دورها الحقيقي .
الأخت وطن أمام غربة الحياة ،هي بلسم لكل الجراح ، فراشة البيت وربيعها، تخوننا الكلمات في حقها ، فلنعش الحياة بفصولها وألوانها، فلكل مرحلة عمرية أريجها.
جميل أن نزرع في فلذات أكبادنا روح المسؤولية والمبادرة ،ولكن ليس على حساب طفولتهم أو تحصيلهم العلمي أو أحلامهم، فلكل منا أدواره ومهامه، فلنترك زهرات الحياة تتفتح لتشرق عطاء .

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً