طه بوقديب .. مغربي يتربع عرش الشاي عالميا – مجلة زهرة
مساحة اعلانية

طه بوقديب .. مغربي يتربع عرش الشاي عالميا

كتبه كتب في 26 ديسمبر 2022 - 9:00 ص
صوت الجالية مشاركة
مساحة اعلانية

محمد الصيباري 

مغربي يبيع الشاي الصيني للصينيين ، قد تبدو الفكرة في البداية ضربا من الخيال ،خصوصا حين يتعلق الأمر بمنافسة كبرى الشركات الأسيوية المتخصصة في إنتاج وتسويق أفخم أنواع الشاي حتى النادرة منها.

لكن طه بوقديب، الذي إكتشف في طفولته أنواعا كثيرة من الشاي خلال زيارته للقصر الملكي رفقة والده، لم يكتف بنشوة الحلم، بل إتخذ من ذلك تحديا جعله يضحي بأضواء باريس ليس في إتجاه الولايات المتحدة التي تنحدر منها زوجته، بل نحو الشرق، والسبب: تفاصيل صغيرة لا يعرفها سوى الراسخون في الإستثمار.

قال بوقديب “عندما كنت أقيم في باريس أدركت  معاني الفشل في الإقتصاد، وبدأت التخطيط رفقة زوجتي الأمريكية للعيش في الولايات المتحدة، لكن صديقا هنديا حدثني عن سنغافورة وعن الإمتيازات الضريبية والمساعدة الحكومية هناك ، وقررت بمجرد ما نزلت بالمطار وتوجهت إلى الفندق أن أعيش هناك، لأن المدينة توجد في قلب آسيا ووسط مراكز إنتاج الشاي في العالم، ومن جهة أخرى لأنها بوابة آسيا ومن هنا يمكن إستيراد الشاي من دون رسوم ضريبية وتصديره بالتالي إلى العالم” 

بدأت التجربة الآسيوية لطه بوقديب سنة 2008 والأزمة الاقتصادية العالية ترخي بظلالها على الأسواق المالية، فقرر وشركاؤه المغامرة والتحلي بكثير من الشجاعة، ما جعلهم يستثمرون 10 ملايين دولارا خلال تأسيس شركة “TWG Tea” التي وصل رقم معاملتها في غضون 6 سنوات إلى 15 مليون دولار، في أفق بلوغ مليار دولار العقد القادم.

تعرف بوقديب على قطاع الشاي الفاخر لأول مرة حين زار مستودع شاي مع صديق له أثناء دراسته في فرنسا، ويقول في حوار مع مجلة فوربيس: “الناس في حالة إرتباك، فهم لا يعرفون إن كانت هذه العلامة التجارية أوروبية، وهذا ما نريده ، وحالياً يبحثون عن مشروبات جديدة مثل الشاي المستورد من إيران أو أمريكا الجنوبية”.

حتى وإن كانت رغبة طه بوقديب أن يشرب الشاي الذي ينتجه في أي دولة تطأها قدماه، إلا أنه لم يتسنى له بعد إقحامه في السوق المغربية بالرغم من تفكيره في الموضوع قبل ثلاث سنوات.

“سنة 2011 فكرت في الموضوع، وبلورت المشروع بناء على إرتباطي بالوطن ،وإقتناعا بضرورة المساهمة في تنمية المغرب، لكنني لم أتمكن من ذلك للأسف ،أبحث عن مكان يمكن أن أقيم فيه فضاء لتذوق الشاي مجاورا لأكبر العلامات التجارية العالمية، وحث يمكنني الإعتماد على التصميم الداخلي والخارجي ليكون محلا لبيع الشاي وكذا الأكسيسوارات التي تبقى أثمنتها مرتفعة” يضيف طه في حواره ،قبل أن يردف قائلا “على سبيل المثال فثمن طقم شاي قد يصل إلى 20 ألف دولار، وهناك مجموعة فناجين بـ 3000 ألاف دولار”.

ومن أجل تقديم كل ما هو جديد ، لا يتوقف طه عن البحث وطلب جميع أنواع الشاي الفاخر عبر العالم، كما أن قائمة المنتوجات التي توفرها محلاته التجارية تضم أزيد من 800 نوعا من الشاي من بينها (ين زن) المطلي بالذهب الخالص، الذي يبلغ سعره 11,400 للكيلوغرام الواحد؛ كما إستطاع إقناع الحكومة اليابانية بأن تبيعه نوعا من الشاي لتحتكره الصين اسمه “الفستان الأحمر” والذي لا يتم تقديمه سوى لضيوف الحكومة الصينية.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً