فيحاء القضاة
بلغت الخامسة والأربعين منذ أيام قليلة…. كان هذا الرقم سابقاً يشكل مصدر إزعاج وتوجس وريبة كبيرة بالنسبة لي. كنت دائما أُفكر بأنني يجب أن أنجز كل شيء قبل أن أصل الأربعين.. طالما إرتبط بذهني بصورة فيها الكثير من الذبول والشحوب والألوان الرمادية.. فيكفي ذكر جملة مثل:
.”إمرأه في الأربعين”.
لأشعر بإنقباض…
لكن تبين لي أن كل ما سبق هي مجرد أوهام.. رسختها صوره نمطيه بأن الشباب مرتبط بكل ما هو سطحي وخارجي فقط.
لأكتشف أن الأربعين وما بعده هو ربيع العمر وأجمل أيامه ،وأن اليأس كلمة لا علاقه لها بالعمر أبداً.. بل هي حالة قد تمر بالإنسان في أي وقت من فترات حياته .. قد تكون في العشرين واليأس يملأ نفسك..وقد تعيش في الستين أجمل أيامك..
ما يحدد ذلك هو أنت.. نمط الحياة الذي تختاره.. أصدقائك ومعارفك والأشخاص الذين تحيط نفسك بهم، مدى إنجازك لأهدافك وتناغمك مع محيطك.. علاقتك بالله ومستوى الرضى لديك..
كل هذا يصنع من أيامك ربيع دائم أو يأس مستمر..
وجدت في الأربعين ما لم أجده في أي عمر سابق.. أحببت نفسي الجديدة التي صقلتها التجارب والخبرات.. أحببت الثقه والثبات حصيلة عشرات العثرات.. والأهم بتّ أعرف تماماً ما أريد وما يناسبني..
وأصبحت كلمة “إمرأه في الأربعين” مصدر بهجة لنفسي..
تحول اللون الرمادي لكل ألوان قوس قزح.. وباتَ الخريف الذي كنت أخشاه شمس صيف لا تغيب..
فعن أي يأس يتحدثون؟
تعليقات الزوار ( 0 )