زهـــرة
في روايتها “سوادي جمال” تعمد الروائية السعودية “فاطمة آل عمرو” إلى إزاحة النظرة النمطية عن أصحاب البشرة السوداء في المُتخيل الثقافي العربي، والتي تجعلهم دائماً في عزلة عن المجتمعات التي يعيشون فيها.
تقدم المبدعة صورة إيجابية تُظهر طيب عنصرهم، ونبل أخلاقهم، وتكيفهم مع بيئتهم، واستعدادهم الفطري للتحضر والرقي والتعلّم. ولهذا الغرض تتخذ الروائية من البعد الإنساني لقضية السود والنظرة الإقصائية إلى الآخر المختلف موضوعاً لروايتها.
وأول ما يلفت نظر القارئ في رواية آل عمرو هو اسم بطلتها التي منحتها اسم “جميلة”، للتعبير عن جمال الخَلق والخُلق مع إعطاء دلالات تتناسق مع رمزية العنوانّ؛ الذي يُجسد جماليات الترابط الحكائي القائم بين العنوان والحكاية، ويأتي الغلاف الذي يحمل صورة ممثل وجهاً لفتاة سوداء يصور ملامح الجمال والتحدي ليمثل مرآة عاكسة لما ستؤول إليه أحداث الرواية وحيوات أبطالها.
“سوادي جمال”.
أول حكايا الحب في الرواية. كانت حكاية عشق بين رجل أبيض وجارية سوداء أثمرت طفلة جميلة ورثت عن أمها لونها ولم تورث بياض أبيها؛ تكبر الطفلة وتصبح أماً لجميلة أخرى تحمل لون أمها..
تاريخ يكرر نفسه، لكن الأجيال مختلفة، وإن كان ما يجمعهم هو سواد البشرة.. فإن ما يفرّق بينهم أن جميلة بطلة الرواية صنعت لها مستقبلاً لا يختلف في جماله عن جمال سوادها، لقد كان لونها بوابتها إلى الحب والنجومية.
تعليقات الزوار ( 0 )