المرحلة الملكية...ذاك المصباح السحري الذي ينير العتمة بداخلك — مجلة زهرة

المرحلة الملكية…ذاك المصباح السحري الذي ينير العتمة بداخلك

كتبه كتب في 8 مارس 2022 - 10:00 ص

صونية السعيدي

في المرحلة الملكية ستشع نضجا وتواضعا ، ستغدو الفصول ربيعا ستقطف ثمار الوئام من جنينة الذات، سترى النور رغم كدر الغيوم ، لن تكترث إلى البذخ والترف، بل ستبحث عن البساطة  في أبهى تجلياتها . لن تخوض معركة خاسرة ، لن تجادل رغم أنك أفصحهم وأكثر حجاجا وبلاغة منهم،  ليس ضعفا بل قوة لكونك تدرك أنه حوارا عقيما يستنزف طاقتك .

لن يعتريك الكبر بل ستخفض جناحك تواضعا لهم، ستكون بلسما ، لاسهما جارفا يدمي قلوبهم.

ستدرك أن العمرلا يقاس بالسن بقدرما يقاس بالعطاء ، وأن السعادة لاتكمن في المال أو الجاه بل في القناعة والرضا، وأن الدفء لايولد من المدفأة بل من شريان العائلة.

في المرحلة الملكية، ستراعي مشاعر الآخرين، لن تتباهى بصورك في الفنادق الفارهة وفي حفلات العشاء الفاخرة، لتشاطرها معهم بل ستضعها في البوم ذكرياتك أنت، لاعلى صفحاتهم الفيسبوكية ، ستعيش اللحظة بلحظة بعيدا عن عيون الهاتف  الخلوي ، بعيدا عن النجومية الزائفة.

ستدرك أن بعض البيوت الكبيرة لاتسع للكل بل تعتريها مشاعر جافة ، وان البيوت الصغيرة تفوح سعادة عارمة.

ستبحث في الشوارع والأزقة القديمة عن الذكريات، عن تلك الضحكات عن أصدقاء الطفولة عن ذاك الطفل الصغير الذي يسكنك وتسكنه.

في المرحلة الملكية، لم تعد تعنيك العلامات التجارية الفارهة بقدر كساء يقيك برد الشتاء وحر الصيف، لن تعد تعنيك الدرجة الأولى على متن القطارو الطائرة ، في نهاية المطاف ستصل بك عقارب الساعة إلى نفس الزمكان.

ستدرك أن الانسان يقاس بمكارم أخلاقه لا بماله وجاهه، لكون المال لا يشتري محبة الآخرين، بقدر ما بقتني أعداء يقفون على الزلات ويحتفلون بالإنكسارات.

سيأخدك الحنين إلى رائحة الخبز المنبعثة من بعيد التي تختلف شكلا وطعما عن المخابز ، إلى فنجان قهوة بنكهته العربية ،إلى سمر تحت نجوم الليل وأنت تعد لآلئه  ، إلى عيد كنا ننتظره بشغف لنتردي ملابسنا الجديدة، أضحت خزائنا حبلى بالألوان والاشكال ولكن ليست بطعم العيد.

ستدرك أن الحياة كمياء من الحب ورداء من التواضع ، وأننا نحن من نخط تاريخنا سواء بمداد من فخر أو بمداد من قدح، فجمل صورتك حتى لا تبحث عن ممحاة لتمحي معالمها . 

فسلام على أرواح بطعم الشهد وشفافية الندى.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً