حديقة ماجوريل جنة خضراء في قلب المدينة الحمراء‎‎

صونية السعيدي

سحروجمال يشد الأنظارويسحرالألباب ، أمام لوحة فنية تنضخ بالحياة سمفونيتها حفيف الأشجاروخريرالمياه ، تتراقص على أوثارها أسماك الشباط، نحت معالمها الرسام الفرنسي جاك ماجوريل، وبحلة البهاء أضفى عليها المصمم العالمي ايف سان لورين لمسات الابداع .

عشق دفين للمدينة الحمراء ، غازل احاسيس “جاك ماجوريل”   منذ أن وطأت قدماه المكان سنة 1917 م،  بدعوة خاصة من “المرشال ليوطي” ليراوده الحنين  مرة أخرى لملهمته مراكش، ليشتري بستانا بأحضانها سنة1923،  تجاوزت مساحته الأربعة هكتارات، عشقة للطبيعة جعله يقتني أشجارا ونباتات من القارات الخمس، لتأثث الفضاء الأخضر، وبصورة جمالية للهندسة المعمارية تلاقحت معالم الحضارة المغربية والأندلسية بإبداعات من الرسام الفرنسي “جاك” وبتصميم من المهندس “بول سينيور” أضفت على المكان بهاء وجمالية تناغمت فيه الأشكال والألوان .

صبغت جدارياته باللون الازرق الفاقع ليصطلح عليه فيما بعد أزرق ماجوريل، زينت حديقته الغناء بأزيد من 135 نوعا من نباتات القارات الخمس،40 نوعا من فصيلة الصبار تم جلبها من المكسيك و جنوب إفريقيا وأمريكا اللاتينية ، إلى جانب الخيزران بنوعيه الأخضر والأصفر من أسيا، و15  نوعا من النخيل  من  الشرق الأوسط أسيا مذغشقر أمريكا، إلى جانب النباتات المائية كالزنبق  الأبيض- البردي – اللوتس التي أضفت جمالية على أحواض البرك المائية. 

كما شكلت اللوحات الفنية والتحف النادرة معرضا يفوح بعبق التراث وتاريخ الحضارة الإسلامية، الى جانب مكتبة تزخر بالمراجع والمؤلفات، فضلا عن جناح خصص لاقتناء التذكارات والحلي وركن لاحتساء الشاي  المغربي. 

هكذا أضحت حديقة ماجويل قبلة لعشاق الطبيعة وملهمة للفنانين والمبدعين العرب والأجانب، يتوافد عليها ألاف الزوار في فسحة جمالية اختصرت حدائق الكون، تاركين وراءهم مشاعر جياشة نقشت على لحاء الشجر نثرت في ثناياها أنفاس سان لورين، لتغذو “حديقة ماجوريل” جنة خضراء في قلب المدينة الحمراء.