إبراهيم فراجي .. فارس يروج للتراث اللامادي على صهوة عدسته

غزلان السعيدي – المملكة المغربية 

تراه منتصب القامة يمشي ، يحملق في سماوات الإبداع بنظرته الفنية ويحلق بعدسته فيحرر ثغورا وأدغالا و يؤلسن رواب وحقولا ، تراه متأبطا آلة التصوير ليشق كل واد وغدير، وكأنه يمارس طقوسا خاصة ، يقتنص اللقطة واللحظة ، من حفيف الشجر وفحيح الشجن ، وضبح العاديات ووقع حوافر المغيرات ، وأريج المآثر الشامخات  وتصحر وجوه شابات يافعات ورائحة الأرض البكر وبهاء القمر وأنداء الفجر  .

المصور المغربي إبراهيم فراجي يؤسس فلسفة فنية  للصورة ، فيختلي بنفسه بعيدا عن ضجيج المدينة الصاخبة وبين جوانحه تتزاحم بنات أفكاره تبغي الحرية عساها تبدد الملامح الشاحبة للحياة ، فطالما نعت نفسه بالمصور الشغوف ، الهائم بتصوير مشاهد غيرمألوفة ، كالصورة الملتقطة خلال رحلة تخييمه بين أحضان شجر الكالبتوس بالنجود العليا  شرق المملكة المغربية .

يقول فراجي: “في هذه البقعة أستمتع بوقتي وأنسى ما حولي، غير أنني لا أَسلم من تساؤلات تحاصر ذهني، أبرزها: لماذا نؤذي كوكبنا بممارساتنا الخاطئة؟”.

ويضيف  سليل مشيخة لبصارة بشرق المملكة المغربية : إن تأمل الطبيعة في حالتها البكر السليمة يُفضي إلى السكينة، وانشراح القلب، والتفكير في إنسانيتنا بشكل حقيقي؛ فهذا ما نحتاج إليه حتى نعيش في سلم ووئام .

  وبين وريقات شجر اللوز المنهكة من سنوات عجاف ، تخترق عدسة فراجي الضوء وكأنها تواسيها وتحفزها على البقاء.

 طالما تساءل  المصور المغربي عن ماهية  الإنسانية من خلال درره الملتقطة في القوافل الطبية التي شحذت رؤيته الجمالية للكون وفلسفته في الحياة ، صار يرى محيطه بعمق بقلبه وفكره .

ما معنى اﻹنسانية إن كنا غير متساوون، ما معنى القلب و قلوب اﻵخرين تتعذب،ما معنى العقل إن لم نكن نفكر في بعضنا البعض، ما معنى الحياة إن كنا لا نعيش نفس الحياة ..؟

وفي مقاربة عدسته  لفن التبوريدة أو الفانتازيا والترويج للتراث اللامادي ، تيمة معرضه الموسوم بفرسان الشرق-إرث وطني،كشف إبراهيم فراجي:  أن التحدي الكبير الذي يراهن عليه المصور يكمن في ربط عناصرها الرئيسية وعلاقاتها الإنسانية وارتباطها برمزية الخيول والبارود والفلكلور بإعدادات الكاميرا التي تعكس مشاعر القوة والنبل وأدق تفاصيل الميدان ،الأمر الذي يتطلب تركيزا عاليا ، مـن أجـل توثيـق لحظـة تخلـد قدسية الموروث الثقافي الذي تعزز بالإعتراف الدولي  باعتباره إرثا حضاريا عربيا-أمازيغيا فريدا وعريقا .

لذا قسم تضاريس عمله إلى أربع  فصول ، أولها الظلال :حيث يهيب بدور الفارس بغض النظر عن جنسه وقبيلته وفصيلة فرسه ، ففي عرف فراجي ماهية التبوريدة  التي أدرجت  في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية  من قبل اليونسكو ، تكمن في تحليه  بالقيم الإنسانية لممارسة حياته اليومية والدفاع عن قضاياه الراهنة .

أما الفصل الثاني فوشمه بنســمة تاريــخ بالأبيــض والأســود  ، في إحالة فنية  لحتمية احترام الماضي والتصالح مع الذات لبناء غذ أفضل .

وتتدرج الوسوم الفلسفية  لقصة فارس بل حكايا متواثرة عن علاقته بالواجب وثقل المسؤولية  الملقاة على عاتقه تجاه الآخر .

 وفي توظيف ذكي لمصطلح الوحدة ، مزج  فراجي الدال والمدلول أي البــارود  والوحــدة في نسق أوحد : رمزيــة الطلقــة الواحــدة حــول الكلمــة الواحــدة والهــدف الواحــد  ،الذي يمنح  اللحظة  واللقطة  قـوة سـاحرة  يستحيل وصفهـا بالكلمـات ، يعرف كنهها فارس في الميدان  ومصور محترف يبهرك بالبيان . 

فالصّور الفوتوغرافية لا تنقل الحدث فقط بل ناقلة للمعنى ، باعتبارها وثيقة مرئية مهمة لدراسة التاريخ والترويج لدول وولايات  حضاريا وإنسانيا ، لذا وجب التعامل معها باقتدار على غرار الوثائق التاريخية ، لأنها تمتلك سلطة تشكيل المخيلة والتأثير في المتلقي بوعي  تتماهى فيها تأويلات متباينة.

إضـــاءة

إبراهيم فراجي المصور المحترف في التصوير الضوئي ذي 36 ربيعا ، يشغل حاليا رئاسة وحدة شؤون الطلاب بالمعهد العالي للتمريض والتقنيات الصحية في وجدة شرق المملكة المغربية ، منسق برامج التعليم لمجموعة مستخدمي ويكيميديا ​​المغربية ، مساهم في ويكيميديا ​​كومنز ،عضو FIAP الاتحاد الدولي لفنون التصوير الفوتوغرافي.

ظفر بجوائز عربية ودولية :

 في يونيو 2021 ، توج  بالميدالية الذهبية في الفئة الفرعية “الافتتاحية: سبورت ستريت” عن جوائز التصوير المغاربي.

– ماي 2021 ، حصل على جائزة FIAP الشرفية في إندونيسيا Photo Circuit 2021 .

– يونيو 2020 المشاركة في فعالية  “أذربيجان فوتو صالون 2020”

– ماي 2020 ، حصل على المركز الأول والثاني والثالث على التوالي  في Wiki Loves Africa 2020 .

– نونبر 2019 ، صعد  المركز السادس في مسابقة صور Wiki Loves Monuments France 2019

• شتنبر 2019 ،  قلد بميدالية برونزية في الفئة الفرعية “في المغرب العربي” عن فئة “السفر”في مسابقة جوائز التصوير المغاربي 2019 للعمل: “فرسان الأمس واليوم”
• يونيو 2019 ، فاز بلقب أفضل مشروع في التراث المادي .
• دجنبر2018 ، حصل على  الدبلوم المهني في التصوير بتقدير امتياز من أكاديمية Shaw Academy ، أيرلندا.
• يونيو 2018 ، حصد الجائزة الثالثة في مسابقة TSAWER  المنظمة من قبل  وفد الاتحاد الأوروبي في المغرب ومكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع .
• فبراير 2017 تخرج بتقدير ممتاز من أكاديمية Shaw Academy ، إيرلندا.
• تأهل للتصفيات النهائية لمسابقة WikiLoves Monuments Morocco للصور لمدة 4 مواسم متتالية من 2016 إلى 2019 ، و  مسابقة WIKIPEDIA المعتمدة من قبل GUINNESS باعتبارها أكبر مسابقة للتصوير الفوتوغرافي في العالم.
• في 02/11/2016 ، ظفر بجائزة أفضل منطقة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مسابقة CGAP للصور لعام 2016 (المجموعة الاستشارية لمساعدة الفقراء) بالولايات المتحدة الأمريكية  المتحدة ،بمشاركة  3000 مشاركة و أكثر من 70 دولة.
• في عام 2015 ،  حصد الجائزة الأولى في مسابقة التصوير الفوتوغرافي تحت شعار “التراث المبني للشرقية” التي نظمتها جمعية جودور للفنون والتنمية بالشراكة مع الوكالة الإقليمية للتعاون والتنمية / شامبين أردين.

 المعارض والفعاليات :

• تموز وآب 2020: شارك في  المعرض الفوتوغرافي لمصوري المغرب والعراق الذي أقامته مجموعة رسالة فن (العراق) بالتعاون مع جمعية الصورة المغاربية لإشعاع فن التصوير (المغرب) ابتداء من 18 يوليو حتى 1 أغسطس 2020.
• مارس 2019:  نظم معرض MAGHREB MED خلال مهرجان التصوير الفوتوغرافي “TANGER PHOTO MED” في الفترة من 24 إلى 31 مارس في صالة Medina ART بطنجة.
• دجنبر 2018: شارك في  ليالي التصوير ، النسخة السابعة التي نظمتها  جمعية ورشة التصوير الفوتوغرافي بالتنسيق مع السينما المغربية والمركز السينمائي المغربي تحت رعاية الاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوغرافي FIAP ، في الرباط يومي 15 و 22 ديسمبر 2018.
• دجنبر  2018: أثث  ليلة المعارض في ركن الفن في وجدة .