لا للأب الحاضر الغائب… نعم للقائد الهمام – مجلة زهرة
مساحة اعلانية

لا للأب الحاضر الغائب… نعم للقائد الهمام

كتبه كتب في 7 مارس 2022 - 12:00 م
إليك ٱدم مشاركة
مساحة اعلانية
صونية السعيدي
الأب شريان الأسرة وقلبها النابض، الحصن الحصين والملاذ الٱمن و الحارس الأمين والقائد الهمام للأبناء، إذا صلح صلحت النواة، وإذا فسد انهارت اللبنات .
هناك نوعان من الٱباء: الأب الحاضر الذي يعي مسؤولياته وواجباته تجاه أسرته، والأب الحاضر الغائب ، الحاضر جسديا والغائب حسيا، تاركا زمام التربية والرعاية للأم متناسيا دوره الجوهري في عملية التقويم والبناء وما يترتب عنها من اضطرابات عاطفية وسلوكية لدى الأبناء .
ما زالت بعض العقليات تكرس الصورة النمطية للأب ودوره المحوري في تلبية متطلبات الحياة الكريمة، وغيبت دوره المفصلي في كيان الأسرة واستقرارها، فالبيت هي المدرسة الأولى التي يتجرع فيها الطفل القيم والمبادئ ، هي التربة الخصبة التي تشذب فيها السلوكيات وتهذب فيها النفوس ، ولن يتأتى ذلك إلى بالانخراط الفعلي للأب في تربية الأبناء جنبا إلى جنب شريكة الحياة، فالأب هو السند والعضد للأولاد ، القدوة في كل مناحي الحياة ،فهو البطل ورمز القوة في عيون الفتى والفارس المغوار للفتاة.
مهارات تواصل الأب مع الابناء:
في السنوات العمرية الأولى للطفل، لابد للأب أن يشارك ابنه عالمه الصغير كشكل من أشكال التواصل ، يلاعبه ويداعبه، يسرد له القصص، يصطحبه إلى المنتزهات وفضاءات الأطفال، يحاوره حسب سنه ومامدى استيعابه للأمور بكل بساطة وعفوية.
في مرحلة إدراك الطفل لمحيطه ، لابد للوالدين من سن قواعد وقوانين يلتزم بها الطفل ، وقت اللعب ، مشاهدة التلفاز ، الخلود للنوم ، الاعتماد التدريجي على الذات من حيث تناول الطعام ، ارتداء الملابس ، ترتيب أغراضه ، لابد للوالدين من ترسيخ التربية الذكية كمنهج في تهذيب وتقويم سلوك الطفل، بعيدا عن العنف اللفظي والجسدي.
الالتحاق بالمدرسة :
يلتحق الطفل بركب العلم والمعرفة، هنا يبدأ الطفل اكتساب مهارات اللغة والكتابة، في هذه المرحلة لابد للأب من المواكبة والتتبع وتعزيزالثقة بذاته.
لغة الحوار والتواصل:
مد جسور التواصل والحوار البناء بين الأبناء ، بعيدا عن الحوارات العقيمة التي يتعالى فيها الصراخ، كن مربيا بأخلاقك، فأنت القدوة ،فيلكن الصدق شيمتك، حتى يبادلونك الصدق في القول والعمل، احرص على مجالستهم ومتابعة أخبارهم ومناقشة أمورهم حتى تتمكن من معرفة نقاط القوة والضعف لديهم مع الوقوف على مواطن الخلل ، والعمل على إصلاحها.
شاركهم اهتماماتهم:
تعد مرحلة المراهقة مرحلة مفصلية في حياة الأبناء، لما لها من تغييرات فسيولوجية ونفسية، وما يعتريها من تمرد واستقلالية واثبات للذات، هنا نتحدث عن الأب الصديق لأبنائه، المتفهم والمستوعب للمرحلة، يتعامل معهم بحنكة من حيث التوجيه والإرشاد وإدارة الأزمات، يدرك متى يكون حازما ومتى يتسم باللين ، متى يقول نعم ومتى يقول لا ، مع التعليل المقنع، يشاركهم أحلامهم واهتماماتهم، يزاول معهم الأنشطة والهوايات، يخطط معهم مسارهم العلمي ، مع ترك حرية الاختيار للتخصصات والشعب ، فضلا عن ترسيخ ثقافة الثناء والتحفيز حتى يشعر المراهق بمكانته وقدرته على البدل والعطاء.
يرى الدكتور جاسم المطوع من مهارات التربية الذكية ، فن الاستماع ثم حسن الاصغاء ليخلص إلى الحوار البناء.
وأكدت منى الصباحي المدربة المعتمدة في التنمية البشرية ، الدور الكبير الذي يلعبه التحاور والتواصل مع الطفل للتقرب منه والتعرف على مشاعره وأحاسيسه، حيث يمكن للأم أن تتحدث مع جنينها منذ فترة الحمل.
كما شددت الصباحي أهمية التربية والتواصل مع الطفل منذ سن صغير لبناء شخصيته بطريقة سليمة ومساعدته على اختيار مساره عندما يبلغ سن المراهقة.
فانشغال الٱباء عن الأبناء ،يجعلهم يبحثون عن أذان صاغية خارج أسوار الأسرة ، قد يتصادفون مع وحش كاسر أو ذئب ماكر ، يسقطهم في غياهب المخدرات وبراثين الانحلال الأخلاقي.، فلنحرص على زرع شتائل طيبة تفوح عبيرا وعطاء .

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً