فن المسافات….لاتقترب حد الاحتراق ولاتبتعد حد الفراق – مجلة زهرة
مساحة اعلانية

فن المسافات….لاتقترب حد الاحتراق ولاتبتعد حد الفراق

كتبه كتب في 8 مارس 2022 - 3:20 ص
إليك ٱدم مشاركة
مساحة اعلانية
صونية السعيدي
تأسرنا البدايات وتدمينا النهايات، البعض في حياتنا كحبات السكر والبعض الأخر كالعلقم، فليس الجميل بالمظهر بل بالجوهر، هناك من تشرق الحياة بوجودهم وهناك من تغرب بحضورهم ، علاقاتنا مع الٱخرين مخاض بين مد جزر، تتلون بطيف الفصول بين صفاء النفس وصقيع الأحاسيس.
بين الود والتجاهل خيط رفيع ، قد تنفلت حبات العقد من بين يدك ،إذا لم تتقن فن المسافات ، فأكثر الأزمات تتولد من كثرة الإحتكاك بدون قيد ولاشرط ، فلنحدد مسافة الأمان حتى لاتعصف بنا رياح الإصطدام، لست مجبرا أن تكون كتابا مفتوحا ، فللبوح قيود، وللبيوت أسرار، أرسم حدودك حتى تنعم بسلام ، هناك من يخنق أنفاسنا بذريعة الصداقة والمحبة فيترجم العلاقة إلى تملك وتسلط واستغلال، فتسلب منا حرياتنا، لتتحول العلاقة إلى علاقة سامة ، فلا تقترب حتى تحترق ولا تبتعد حتى تهجر.
فناموس الكون قائم على مسافة الأمان بين السماء والأرض ، والشمس والكواكب والليل والنهار، لحكمة إلاهية، فجمالية الأشياء تكمن في بعدها ، إذا اقتربنا منها أكثر ستؤلمنا أشواكها، لكل منا شقه المظلم والمشرق فلا تبحث عن العتمة في عيون الٱخرين.
فن إدارة المسافات يكمن في الاحترام والخصوصية ، فعليك أن تدرك متى تقترب ومتى تبتعد، يقول عالم الاتصال إدوارد هول: “إن إدراك المسافة والمحافظة عليها مسألة مهمة لإبقاء الود والاحترام المتبادل في العلاقات بين الأشخاص ونفقد علاقتنا بالٱخرين عندما نخطئ في احتساب تلك المسافة”.
حتى لايعتري الصدأ علاقاتنا الإجتماعية، لابد من إذكاء المسافات ، فلكل منا خصوصياته ومساحاته الخاصة، فلتكن بلسما لاعلقما في حياة الٱخرين.
ومن درر الحكم ” لا تقترب إلى حد إبصار العيوب ولا تبتعد إلى حد نسيان المحاسن”.
ولنا في رمزية القنفد أو مايعرف في علم النفس الاجتماعي “بمعضلة القنفد” للفيلسوف شوبنهاور وقفات” يحكى أن هناك مجموعة من القنافد في الليالي الممطرة ، عانت البرد القارس، فاقتربت من بعضها البعض أملا في الدفء، لكن أشواكها حالت دون ذلك، فابتعدت عن بعضها البعض، فاحتارت بين ألم الإ قتراب ولوعة الانفصال ، فوجدت أن الحل يكمن في التقارب المدروس فاقتربت، لكنها لم تقترب الاقتراب المؤلم، وابتعدت لكنها لم تبتعد بعد الجفاء”.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً