غزلان السعيدي
تقطن الحكواتية المقدسية”ماجدة صبحي” في قرية بيت صفافا ، تزاول رواية الحكايا التراثية منذ2012، عندما دعيت لمهرجان حكايا في رام الله .
تتمهر في سردها بأناة ، خاصة التراثية منها التي نقلتها عن شفاه الجدات والمعمرات وأمهات الكتب التي وثقت الحكاية الفلسطينية، ككتاب عمر السريسي وكتاب “حكايا الجليل” لأحمد دقور .
وهروبا من ضنك الحرب في عرفها الحكواتي ، تستنجد بقصص خيالية للتنفيس عن جمهورها في المشافي ورياض المسنين ودور الأيتام .
ببيتها البسيط ، تجد زاوية مزينة بطبق قش وفوانيس وأوان نحاسية قديمة وماكينة خياطة وإبريق حليب وزربية ذات 100 وجع وذكرى وشغف .
فمؤلفها الذي دونته بعبراتها وسني تجاربها حكيا وسردا وحربا وسلاما متأملا ،الموسوم ” زفة وزغرودة يا بنات “، انبلج من نور صبابتها لتاريخ وهوية بلدتها ، ففي كل زفة ذاكرة وفي كل “تعليلة “أي سهرة فرح شاكرة ، وفي مجالس كبار الخبرات مدارس ومآسي وفي كل أغنية لازمة للشهيد والبعيد والطريد .
“خالتي، هات ما عندك من مهاهاة وأهزوجة شعبية لاستقبال ضيوف مهرجان “زورونا”
– سؤال سألتني إياه ملك عبر الهاتف ذات يوم عام ٢٠١٥ وشباب مبادرة (أولاد حارتنا) تحضيرا لمهرجان (زورونا) السنوي.
فزوّدتُها بمطلبها، ونالت ملك مبتغاها.
بعد أن أغلقتُ الهاتف، همستْ لي نفسي: “ويح أجيال ستأتي كيف لها أن تعرف هذا الإرث العريق إن لم نحفظه ونقدمه لهم، وليبقى بين أيديهم، يلجأون إليه حين الحاجة”.
فكانت الفكرة، وأصبحت واقعاً بتوفيق من المولى عز وجل .
تعليقات الزوار ( 0 )