الحكواتي في الذاكرة المنسية  – مجلة زهرة
مساحة اعلانية

الحكواتي في الذاكرة المنسية 

كتبه كتب في 29 ديسمبر 2021 - 9:29 ص
عبق التراث مشاركة
مساحة اعلانية

صونية السعيدي

بسحر الكلمات تغازلك اللحظات ، لتمتطي صهوة الفارس المغوار، معانقا زمن البطولات ، وعلى بساط سندباد تجوب القلاع والأسوار ، لتحط ضيفا على شهريار ، قصص أسرتنا ببديع الوصف وجمالية السرد ، نبحر في مكنوناتها لنستشف العبر. 

تراث شفاهي يرسخ الذاكرة الشعبية ، بطله الحكواتي  ، فعلى نغمات الناي  ودقات الدف تنسج الحكايات  والليالي الملاح . 

فن تعبيري يرتكزعلى الإيماء والتشخيص  وسرعة البديهة لإثارة المتلقي ، بمختلف مشاهدها من معطى شفهي إلى أنماط مختلفة من الحركات البهلوانية ، مرورا إلى لوحات فنية ،  تتراقص على نايها  القردة والأفاعي ، لتقف عاجزا أمام أشخاص ، لاعبت أ جسادهم ألسنة النار ،  وامتلأت بطونهم بشظايا الزجاج في مسرح مفتوح يعج بالمارة ومريديه. 

 فالحلقة في القاموس اللغوي :” اسم يدلُّ على شكل هندسي دائري، يُقال تَحَلَّق الناس إذا جَلَسُوا حَلَقات ،  وقد تكون حلقة طارئة ،  فيتحلَّق الفضوليون حول شخص أو مُنازعة. 

ففي اللسان الدارج : “دارو عليهم حَلْقة ،  أي إجتمعوا حول أمر ما من باب الفضول والاستطلاع”. 

وتعتبر ساحة جامع ا لفنا ،  المنبع الرئيسي لفن الفرجة ،  يحج إليه الكثير من السياح من كل أصقاع العالم,تم تصنيفها سنة2001 ضمن التراث اللامادي الإنساني لمنظمة اليونيسكو. 

هذه الساحة التي ألهمت الكثيرمن الشعراء والأدباء ،  مما  جعل  المخرج الألماني توماس لادنبورغر، يسلط الضوء على عالم الحكواتي معربا “خلال مرحلة تصويري للفيلم، كانت أغلبية المغاربة لا تعترف بالحكواتيين كفنانين حقيقيين. أو على الأقل لا تنظر إليهم كجزء من النخبة الفنية للبلد ، لقد ركزت في مشروعي، وهذا كان قصدي، على عرض أعمال “الحلايقية” خاصة، والحكواتيين عامة في سياق معين، وتاكيد قيمتهم الثقافية”. 

ومن الأسماء التي ذاع صيتها في سماء الفرجة نذكر:عبد الرحيم المكوري -اكبيري- باقشيش-الملك جالوق- محمد باريز. 

يبقى الحكواتي رمزا للتراث الشعبي الشفهي وذاكرة غنية بالتجارب والأسرار لا يعرف كنهها ‘إلا من إستساغ طيب سردها وعفوية حكيها . 

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً