البلوزة الوجدية تحاكي الزمن الجميل  – مجلة زهرة
مساحة اعلانية

البلوزة الوجدية تحاكي الزمن الجميل 

كتبه كتب في 15 يناير 2022 - 12:25 م
عبق التراث مشاركة
مساحة اعلانية

 صونية السعيدي -وجدة

فسيفساء فنية تلألأ بريقها في الأفراح والمناسبات تناغمت فيها الألوان والأشكال لتتفرد بخصوصيتها وروافدها الثقافية.

 زي تليد يعكس عمق الهوية والذاكرة الشرقية الضاربة في جذور التاريخ  تلاقحت فيه الثقافات مع بزوغ عائلات مسلمة ويهودية وافدة من الأندلس حطت رحالها بدبدو ووجدة لتغير مسارها صوب فاس وتلمسان ،  مايفسر القاسم المشترك بين المغرب والجزائر في الموروث الثقافي اللامادي حسب ما ذكره الباحث المغربي  في التاريخ والتراث الوجدي الدكتور” بدر مقري”.

الدكتور بدر مقري : وجدة رغم ذلك حافظت على هويتها في شرق المغرب، والآن وجب تثمين تراث المدينة ولو بإحداث متحف يجمع فيه اللباس التقليدي الوجدي وأشياء أخرى متعلقة بعراقة مدينة شرقية مغربية رابضة على الحدود وذات روافد ورواسب مختلفة ومتنوعة.

 

 

واسترسل ذاكرا:”ان اللباس جزء من الثقافة،حيث كان لباس“لبلوزة”شائعا منذ حكم السعديين للمغرب، وتطور مع الوقت بحكم الروافد المختلفة التي عرفتها جهة الشرق وعاصمتها وجدة الألفية، ومنها الروافد الأفريقية والمشرقية والمتوسطية.. وغيرها، وهذا التمازج والتلاقح أفضى إلى هذا التنوع من اللباس”.

وأشار ذات المتحدث، أن لباس المرأة في وجدة، عرف عدة متغيرات ساهمت في إشاعته وتميزه عبر سنين خلت، وهذا التنوع الذي عرفه اللباس التقليدي المغربي الأصيل ساهمت فيه مجموعة من التصاميم والأشكال و”لقماش”أو القماش، وهو المصطلح الذي كان متداولا عند نسوة مدينة وجدة آنذاك.

وأوضح مقري الدكتور والباحث في التراث والحضارة، أن التصاميم الخاصة بالبلوزة، خاصة على مستوى الصدر،تطور منذ القرن السادس عشر الميلادي، وذلك حسب الأبحاث الموجزة التي قام بها هو شخصيا في المكتبة الفرنسية ب “نانت”، بتنسيق مع وزارة الخارجية الفرنسية، وهو الأرشيف الذي يتحدث عن المدينة الألفية وجدة منذ سنة 1928.

 

 

وخلص أن مدينة وجدة وباقي مدن الجهة الشرقية،عرفت تعايش أكثر من 26 جنسية وذلك إبان سنة 1926، لهذا جاء هذا التنوع في اللباس والتقاليد والعادات …، لكن وجدة رغم ذلك حافظت على هويتها في شرق المغرب، والآن وجب تثمين تراث المدينة ولو بإحداث متحف يجمع فيه اللباس التقليدي الوجدي وأشياء أخرى متعلقة بعراقة مدينة شرقية مغربية رابضة على الحدود وذات روافد ورواسب مختلفة ومتنوعة.

 

أذ : لطيفة منتبه المديرة التنفيذية لمهرجان البلوزة 

وقالت لطيفة منتبه، رئيسة الجمعية الشرقية للتنمية ورئيسة تعاونية الوجديات لخياطة البلوزة :”أن تصميم  البلوزة يمكن أن يتطلب مدة زمنية تتراوح بين 6 أسابيع و6 أشهر،بناء على المواد والتقنيات الموظفة من قبيل الفتلة والسوتاج والمجبود، مضيفة أن هذا اللباس يمثل تجسيدا للحوار بين الحضارات،ويقدم زيا تقليديا تليدا ، يعكس أوجها عديدة للتراث الأندلسي والمغربي والإفريقي ، بتمهر حرفيين وحرفيات مبدعات عكفن على  الدقة والبراعة، في توليفة تجمع بين المهارة المتوارثة والاتجاهات الحالية للأزياء، وذلك لإنجاز تحف فنية تحقق شروط الأناقة والإبداع.

وألحت المديرة التنفيذية لمهرجان البلوزة الوجدية على ضرورة  تأهيل  القطاع، بفتح أبواب التكوين وصقل مهارات الصانع المغربي لاستدامة الصنعة وتحبيبها للأجيال القادمة .

 

 

خصوصية البلوزة الوجدية 

 لباس تفننت فيه أنامل إبداعية، لتضفي رونقا وجمالا على عروس الشرق،نقشت على صدره”رشمات”  تحاكي جمال الطبيعة من: ورود، طاووس،عناقيد العنب ….الخ رصعت ب  : (السماق- كوكو- زوزو- سيملي…..)

تعددت  مسمياتها بين ( القاضية- الهيندية- المحامي- جنب – العش- الباكيطة…..)حسب تصريح المصممة فيزازي فاطمة.

 زي بأكمام قصيرة يتكون من قطعتين لبلوزة وجلطيطة تتزين جنباتها إما برفريس أو لبرودي يرافقها السروال العربي المطرز. 

إلى جانب هذا النوع هناك بلوزة “المنسوج”مكونة من قطعة واحدة تتميز ببريق ثوبها الفضي أو الذهبي والمنديل, تكون ضمن جهاز العروس.

وبإطلالة البذخ والترف، تطل علينا بلوزة المجبود أو التل مصنوعة من “الموبرة “أو”القطيفة”في لونها الملكي الأحمر أوالأسود، حيكت تطريزاتها بالصقلي الحر وهو خيط حريري ذهبي أو فضي  .

ومن بين الأثواب التي أضفت جمالية على البلوزة في فترة الستينيات إلى غاية الثمانينات (المكسي- الفينة المنبتة –جوهرة- قشور الحوت-………الخ.

فلا يمكننا الحديث عن العرس الوجدي في غياب لبلوزة ،كونها  تحتل الصدارة في جهاز العروس: من بلوزة الحمام مصحوبة بالشدة والصطل إلى بلوزة “البرزة”مرسخة كليا بالعقيق الأبيض أو الفضي.

ومما أضفى على التحفة بريقا وجمالية الحلي :لمضمة وهي حزام ذهبي مرصع بالأحجار ،المسكية، المصحف ،الشوكة، الشرتلة…الخ.

ومع هبوب رياح العصرنة،عرف الزي التقلبدي عزوفا ،كونه لم يساير صيحات الموضة ومستجدات دور الأزياء.

وتثمينا لهذا الموروث الثقافي  اللامادي دأبت جملة من الجمعيات والتعاونيات إلى إعادة نبض الحياة لهذه التحفة الفنية في قالب جمالي يواكب متطلبات وأذواق المرأة الشرقية والفتاة المحجبة من خلال تصاميم وقصات صقلت بالخرز والأحجار على أثواب الحرير و الستان في طلة تحاكي حريم سلطان.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً