صونية السعيدي
بعيدا عن الأنظار يتوارى ، لينسج عالما خاصا به لايملك مفاتيحه إلاهو، ففي عزلته راحة نفسية وفسحة فكرية ، يعانق فيها خياله الواسع ورؤيته الطفولية للأشياء.
الانطوائية ليست اضطرابا في السلوك أو خللا في العلاقات الإجتماعية أوضعف الشخصية ، بل نمط من أنماط الشخصية ، لاتعني الخجل أوالخوف من مواجهة العالم الخارجي ، يمكن تجاوزها باكتساب مهارات قائمة على تطوير الذات.
عرفت جمعية علم النفس الأمريكية (APA) الشخصية الانطوائية (Introvert Personality) ) هو ميل الإنسان نحو ذاته وأفكاره ومشاعره الداخلية، حيث يصبح أكثر انعزالًا وتحفظًا وهدوءً من غيره.
وحسب العالم النفسي السويسري كارل يونغ، الذي أرسى مصطلح انطوائي (introvert) ومنفتح( (extrovert ) في نظريته “النوع النفسي” فإن الشخص الانطوائي يشعر براحةٍ أكبر عندما يركّز على أفكاره الداخلية و الخاصة بدلًا من التركيزعلى ما يحدث خارجا.
سمات الطفل الانطوائي
– طفل حساس ومرهف المشاعر.
– يجد في العزلة راحة نفسية .
– يحبذ الاستماع أكثر من المشاركة في الحديث .
– قوي الملاحظة يعتمد على التحليل.
– برجح الألعاب الفردية على الألعاب الجماعية.
– دائرة علاقاته محدودة .
– لاينسجم بسهولة مع الآخرين حتى يعرفهم جيدا.
– طفل كتوم لايفصح عن مشاعره.
– يستمد طاقته من داخله.
– شخصية غير متسرعة أو مندفعة.
– يتميز بالتفكيرالعميق وتحليله للأمور.
– يفتقر إلى المهارات الإجتماعية.
لايولد الطفل اجتماعيا بطبعه ، بل هي مهارة يكتسبها مع الوقت فضلا عن البيئة التي ترعرع فيها وماتجرعه من مفاهيم و قيم.
الأسباب التي تكمن وراء الإنطوائية
– العيش في بيئة تفتقر إلى الذكاء العاطفي .
– غياب التواصل والحوار البناء بين الآباء والأبناء.
– عقد مقارنات بين الطفل وإخوانه أو أقرانه وما لها من أثارسلبية على شخصيته .
– غياب لغة التحفيز والتشجيع .
– تدني الثقة بالنفس.
– التعرض للتنمر والنقد الهدام.
– وجود عيب خلقي.
-التعلق المبالغ بالوالدين.
– كونه وحيد لوالديه .
الحلول
– اغدق(ي) على طفلك بالحب والحنان .
– كن مستمعا(ة) جيدا لطفلك ، صحح مفاهيمه بعيدا عن التوبيخ أو أسلوب العنف .
– احترم خصوصيته ومساحته الخاصة .
– عزز ثقته بنفسه .
– وفر له بيئة آمنة تحترمه كطفل وتلبي احتياجاته المعنوية والمادية حسب المستطاع .
– نسج جسورالتواصل والحوار البناء بين الطفل .
– حفزه وشجعه على عقد علاقات اجتماعية مع أقرانه دون الضغط عليه.
– اجعله ينخرط في ورشات للرسم أو الموسيقى أو المسرح لبناء علاقات اجتماعية .
– ركز على جانبه الايجابي وحول نقط ضعفه إلى قوة .
– اصطحب طفلك للمعارض التشكيلية وللعروض المسرحية والموسيقية حتى ينسجم مع العالم الخارجي.
– تواصل مع الأطر التربوية لإيجاد حلول مشتركة لجعله اجتماعيا متفاعلا مع المحيط .
– في حالة استفحال الحالة يمكنك استشارة متخصص نفسي .
حواء آدم اجعلوا شتائلكم تتفتح في بيئة قائمة على الحوار البناء فضلا عن تشذيب سلوكهم بعيدا عن العنف اللفظي والجسدي.
تعليقات الزوار ( 0 )