الطفل الانطوائي بين الاحتواء والعزلة — مجلة زهرة

الطفل الانطوائي بين الاحتواء والعزلة

كتبه كتب في 13 أبريل 2022 - 6:00 م
زهرة الحياة مشاركة

صونية السعيدي

بعيدا عن الأنظار يتوارى ، لينسج عالما خاصا به لايملك مفاتيحه إلاهو،  ففي عزلته راحة نفسية وفسحة فكرية ، يعانق فيها خياله الواسع ورؤيته الطفولية للأشياء.

الانطوائية ليست اضطرابا في السلوك أو خللا في العلاقات الإجتماعية أوضعف الشخصية ، بل نمط من أنماط الشخصية ، لاتعني الخجل أوالخوف من مواجهة العالم الخارجي ، يمكن تجاوزها باكتساب مهارات قائمة على تطوير الذات.

عرفت جمعية علم النفس الأمريكية (APA)  الشخصية الانطوائية (Introvert Personality) ) هو ميل الإنسان نحو ذاته وأفكاره ومشاعره الداخلية، حيث يصبح أكثر انعزالًا وتحفظًا وهدوءً من غيره.

وحسب  العالم النفسي السويسري كارل يونغ، الذي أرسى مصطلح انطوائي (introvert) ومنفتح( (extrovert ) في نظريته “النوع النفسي” فإن الشخص الانطوائي يشعر براحةٍ أكبر عندما يركّز على أفكاره الداخلية و الخاصة بدلًا من التركيزعلى ما يحدث خارجا.

سمات الطفل الانطوائي

– طفل حساس ومرهف المشاعر.

– يجد في العزلة راحة نفسية .

– يحبذ الاستماع  أكثر من المشاركة في الحديث .

– قوي الملاحظة يعتمد على التحليل.

– برجح الألعاب الفردية على الألعاب الجماعية.

– دائرة علاقاته محدودة .

– لاينسجم بسهولة مع الآخرين حتى يعرفهم جيدا.

– طفل كتوم لايفصح عن مشاعره.

– يستمد طاقته من داخله.

– شخصية غير متسرعة أو مندفعة.

–  يتميز بالتفكيرالعميق وتحليله للأمور.

– يفتقر إلى المهارات الإجتماعية.

 

لايولد الطفل اجتماعيا بطبعه ، بل هي مهارة يكتسبها مع الوقت فضلا عن البيئة التي ترعرع فيها وماتجرعه من مفاهيم و قيم.

الأسباب التي تكمن وراء الإنطوائية

– العيش في بيئة تفتقر إلى الذكاء العاطفي .

– غياب التواصل والحوار البناء بين الآباء والأبناء.

–  عقد مقارنات بين الطفل وإخوانه أو أقرانه وما لها من أثارسلبية على شخصيته .

– غياب  لغة التحفيز والتشجيع .

– تدني الثقة بالنفس.

–  التعرض للتنمر والنقد  الهدام.

– وجود عيب خلقي.

-التعلق المبالغ بالوالدين.

– كونه وحيد لوالديه .

الحلول

– اغدق(ي) على طفلك بالحب والحنان .

– كن مستمعا(ة) جيدا لطفلك  ، صحح مفاهيمه بعيدا عن التوبيخ أو أسلوب  العنف .

– احترم خصوصيته ومساحته الخاصة .

– عزز ثقته بنفسه .

–  وفر له بيئة آمنة تحترمه كطفل وتلبي احتياجاته المعنوية والمادية حسب المستطاع .

– نسج جسورالتواصل والحوار البناء بين الطفل .

– حفزه وشجعه على  عقد علاقات اجتماعية مع أقرانه دون الضغط عليه.

– اجعله  ينخرط في ورشات للرسم  أو الموسيقى أو المسرح لبناء علاقات اجتماعية .

– ركز على جانبه الايجابي وحول نقط ضعفه إلى قوة .

–  اصطحب طفلك للمعارض التشكيلية وللعروض المسرحية والموسيقية حتى ينسجم مع العالم الخارجي.

– تواصل مع الأطر التربوية لإيجاد حلول مشتركة لجعله اجتماعيا متفاعلا مع المحيط .

– في حالة استفحال الحالة يمكنك استشارة متخصص نفسي  .

حواء آدم اجعلوا شتائلكم تتفتح في بيئة قائمة على الحوار البناء فضلا عن تشذيب سلوكهم بعيدا عن العنف اللفظي والجسدي.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً