صـــونـــية الـــسعــــيدي
مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة، بالإرادة والعزيمة تتحقق المعجزات، ياسين غلام شاب مغربي رسم طريقا له في عالم الرحلة، ليبرق رسالة سلم وسلام وتعايش بين الأديان.
“مشوار ال510 ملايين مربع يبدأ باستدارة عجلة” فكرة رأت النور مطلع عام 2017 ليغوص غلام في أغوار وبراري إفريقيا .
فخلال 1440 يوما ، استطاع إبن 36 ربيعا أن يجوب مايقارب 27 بلدا من جنوب إفريقيا على متن دراجة هوائية، ونسج علاقات طيبة مع أهاليها، ليشد الرحال بعدها إلى المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ليكتشف معالم الحضارة الإسلامية .
اختزل عناء السفر، ليفك طلاسم البراري والصحاري ، ليغوص في أعماق ثقافات الشعوب وأعرافها فتنكسر لديه الصورة النمطية عن جنوب إفريقيا.
وذكر الرحالة المغربي أن “إفريقيا ليست بلاد مجاعة وخوف وفقر، كما هو مرسوم نمطيا في أذهاننا، إنها قارة نقاء الطبيعة وجوهر الإنسان الحقيقي، بلدان تحب السلام وتعشق الأفراح والضحك والرقص والغناء غنية بالمحميات والغابات موطن النباتات والحيوانات الأكثر ندرة وغرابة في العالم عشت فيها حياة ثقافية كاملة وتعرفت على مكنونات إرث وتراث مذهل وفلكلور عريق” .
وعن خطته المستقبلية يقول غلام” سأستكمل رحلتي في الامارات وسلطنة عمان ودول الخليج، ومن تم سأنتقل إلى دول آسيا ثم سأتوجه لاستكشاف القارة الأمريكية”.
كانت إنطلاقة ياسين من مسقط رأسه الدار البيضاء لتقوده مغامراته الى سنغال وغينيا وغانا ونيجيريا والغابون والكونغو وانغولا وناميبيا وموزمبيق وسوزيلاندا وصولا إلى جزر القمر ومذغشقر وجزر الموريس وتنزانيا وكينيا وإثيوبيا ومصر.
حرص الشاب المغامر أن يمول رحلته الإستكشافية من عرق جبينه ، بمزاولته لمهام مختلفة ومد يد العون لأهالي البلدان المضيفة .
تتكون حقيبة سفره من خيمة وفراش وكتب وأقلام للتدوين وأغراض طبخ وأدوية وكاميرا وجواز سفر.
وفي ظل الجائحة التي ضربت العالم بأسره ، توقف شغف الرحلة لدى غلام لمدة سنة بالسعودية ، ليكتشف فيها كنوز ومعالم المملكة وكرمها الطائي.
تعليقات الزوار ( 0 )