فانوس رمضان …تاريخ تليد يحاكي الزمن الجميل – مجلة زهرة
مساحة اعلانية

فانوس رمضان …تاريخ تليد يحاكي الزمن الجميل

كتبه كتب في 8 أبريل 2022 - 8:41 م
عبق التراث مشاركة
مساحة اعلانية

 صونية السعيدي

تحف فنية تناغمت فيها الألوان والأشكال، لتزف فانوس رمضان، حكاية عشق لتراث تليد ضارب في جذورالتاريخ، ليضفي بهاء وجمالا على شوارع  مصر والدول العربية ، فيشكل زينة تؤثث جلسات الأهل والأحبة طيلة شهر رمضان الفضيل. 

 

 طقوس احتفائية متواترة مند أزيد من ألف عام، دأب عليها أهل مصر في العهد الفاطمي رغم اختلاف الروايات وتضاربها ، لتسري في باقي الدول الإسلامية كالشام وفلسطين … 

 

فهناك من يرجح ميلاد  فانوس رمضان إلى الخليفة  الفاطمي حيث  كان يترقب هلال رمضان رفقة أطفال حاملين فوانيس مرددين “حاللو يا حللو… رمضان كريم ياحللو حل الكيس وادينا بقشيش يانروح مانجيش ياحلو”. 

 

 وتحيلنا رواية أخرى إلى يوم دخول المعزالدين الله الفاطمي مدينة القاهرة عام 358  قادما من المغرب، والإستقبال  الذي حضي به من أهل مصر تمثل في موكب احتفائي زينته المشاعل والفوانيس ، فصادف ذلك اليوم الخا مس من رمضان، لتتأصل بذلك العادة وترسخ ناصية الشهر الفضيل  بفانوس فاح تاريخا تليدا. 

 

أما الرواية الثالثة ،فيروى أنه في العصر الفاطمي لم يكن يسمح للنساء بالخروج  ليلا إلا في شهر رمضان  شريطة أن يرافق كل واحدة منهن غلاما حاملا فانوسا كاشارة لوجود امرأة لتفسح لها الطريق  بعيدا عن أعين الرجال. 

 

حضي  فانوس” فاروق” بشهرة واسعة، نسبة إلى الملك فاروق حاكم مصر صمم خصيصا للاحتفاء بيوم مولده، يذكر أنه  تم اقتناء  ما يفوق 500  فانوس كزينة للقصرإيذانا بميلاده،  يليه “فانوس البرلمان” كونه يعادل فانوس قاعة البرلمان في ثلاثينيات القرن الماضي. 

 

 اختلفت وتعددت أشكال الفوانيس ومواده الأولية من خشب وزجاج ونحاس وبلاستيك ، فضلا عن نقوشاته التي تحاكي الهندسة المعمارية الإسلامية، وبلمسة عصرية تفننت أنامل الصانع التقليدي  في ابداع فوانيس ، وسمت ب “مصحف”، “برج”، “بولات”، بلمان”،” محجب”، “اللوتس””  الصاج” حسب أقدم حرفي للفوانيس “عتمان محمود السيد”.  

 

يظل الفانوس مظهرا من مظاهر الزينة والفرح اقترن حضوره برمضان الأبرك، رغم المنافسة الأجنبية للمنتوج المحلي، يبقى  رمزا للهوية والخصوصية كمروث ثقافي يحاكي الزمن الجميل.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً