د. محمد علي الرباوي
جُدْرَانُ الرِّيحِ تُسَافِرُ مِنْ غَيْرِ حَقَائِبَ
نَحْوَ مَرَايَا الشَّمْسْ
وَأَنَا أَتَحَسَّسُ تَحْتَ الأَقْدَامِ
زُجَاجَ النُّورِ الْمَكْسُورْ
أَكْتُبُ فَوْقَ البَحْرِ الْمَشْرُوبِ
تَوَارِيخَ الأَيَّامِ الْمَحْرُوقَةِ
أَسْتَعْرِضُ نَجْوَى القَمَرِ الرَّاحِلْ
****
خَلْفَ الْجُدْرَانِ تَنَامِِينَ
فَلاَ الرِّيحُ تُحَرِّكُ أَغْصَانَكِ
لاَ أَجْراسُكِ تَرْقُصُ رَقْصَةَ أَنْهَارْ
ويَظَل الْمِلْحُ عَلَى جَسَدِي تَلاًّ لاَ يَنْهَارْ
وَيَظَلُّ كِتَابُ الآهَاتِ/ الأُفِّ/ بِلاَ قَارِئْ
****
فِي بُؤْبُؤِ عَيْنِي اليُمْنَى وَجْدَهْ
فِي بُؤْبُؤِ عَيْنِي اليُسْرَى صَمْتٌ
وَصَدَى ظِلٍّ يَمْشِي وَحْدَهْ
يَتَلَوَّى مَا بَيْنَ أَنَامِلِ وَرْدَهْ
تَحْمِلُهَا عَيْنِي اليُسْرَى
وَأَنَا – عَبَثاً- أَنْفُخُ فِي الْجُدْرَانْ
****
سُفُنِي تَمْخُرُ رَمْلَ الصَّحْرَاءِ
حِبَالُ الشَّمْسِ تُصَلِّي فَوْقِي
تَتْرُكُ وَشْماً فَوْقَ رُبَا جَسَدِي أَزْرَقَ
تَخْرُجُ مِنْ صَدْرِي أُفٌّ حَارَّهْ
وَعَلَى شَفَتَيَّ تُصَلِّي بِخُشُوعٍ نَجْمَهْ
****
أَبْرِيلُ عَلَى الأَبْوَابِ أَرَاهُ يَتَكَوَّنْ
قَدْ تَشْرَبُ هَذِي الأَمْلاَحَ الأَرْيَاحُ الْخُضْرْ
غَيَّرْتُ مَرَايَا العَيْنَيْنِ: لِهَذَا أَنْتَظِرُ اليَوْمَ
صَلاَةَ اللَّيْمُونِ عَلَى ذَاكِرَةِ البَحْرْ
همشرع حمادي: 3/10/1973
تعليقات الزوار ( 0 )